تتفق الأمثلة المذكورة في مادة المقال مع أن مسألة "الترويج، وشكل وموضوعات القصيدة، وتصدر الرواية، واختلاف مزاج القُرّاء" أفضت إلى انحسار مقروئية الشعر، والصحيح أن كل محاولات القراءة السابقة لم تتجاوز ثنائية "الشعر والرواية"، وأنزلت الشعر في المقارنة منزلة الرواية بوصفها سلعة ورقية يُحكم على انتشارها بمؤشر "البيع والشراء"، بيد أن تاريخ القصيدة العربية كان شفوي الانتشار، أي عبر الأداء الصوتي والاتصال الإنساني المباشر بين الشاعر والمستمع.
"سلامات رفيق، كيفك؟ بدي أعمل حلقة هذه الأيام؟ شو رأيك؟"، لم يكن الأمر مُمكناً، نزح فريق العمل الذي أعمل معه، وصار عُمَر الذي تبلورت فكرة البودكاست بنقاشاتي معه يحمل خيمته وأسرته على ظهره وينتقل بها من مكان لآخر هرباً من القصف، و"الخيمة" تعبير مجازي، إذ في كثير من الأحيان لم تكن تتوفّر أصلاً.
تتفق الأمثلة المذكورة في مادة المقال مع أن مسألة "الترويج، وشكل وموضوعات القصيدة، وتصدر الرواية، واختلاف مزاج القُرّاء" أفضت إلى انحسار مقروئية الشعر، والصحيح أن كل محاولات القراءة السابقة لم تتجاوز ثنائية "الشعر والرواية"، وأنزلت الشعر في المقارنة منزلة الرواية بوصفها سلعة ورقية يُحكم على انتشارها بمؤشر "البيع والشراء"، بيد أن تاريخ القصيدة العربية كان شفوي الانتشار، أي عبر الأداء الصوتي والاتصال الإنساني المباشر بين الشاعر والمستمع.
ستكون مُجازفة لو فكّرت بالعمل في عالم "الأصوات"، لن تنعم باستراحةٍ بعد اليوم، ستُغمض عينيك، وتجد نفسك قد استنهضتَ كُلّ التفاصيل التي كانت صامتة، بعد يومٍ عصيب انشغلت فيه على حلقة "بودكاست" مثلاً.
غارقاً بين الملفات الصوتية، ستأخذ كُلّ كلمة على محمل الشعور، وتذهب بها إلى إيقاع الموسيقى الأقدر على ذلك الحِمل، فإنْ لم تجد، ستحمل الكلمة معك أينما رُحت، وتكتشف أنّك مُحمّلٌ بكُلّ الأصوات التي مزجتها على برامج الصوت على الكومبيوتر.
"سلامات رفيق، كيفك؟ بدي أعمل حلقة هذه الأيام؟ شو رأيك؟"، لم يكن الأمر مُمكناً، نزح فريق العمل الذي أعمل معه، وصار عُمَر الذي تبلورت فكرة البودكاست بنقاشاتي معه يحمل خيمته وأسرته على ظهره وينتقل بها من مكان لآخر هرباً من القصف، و"الخيمة" تعبير مجازي، إذ في كثير من الأحيان لم تكن تتوفّر أصلاً.